بســم الله الـرحمــن الرحيــم
فى جو الليل المظلمة سمائه, المعتمة ألوانه, المضيئة نجومه ,الهادئة
أصواته ,العليل هوائه ,الزاخر بأفكاره, المثير لعشاقه ,الساحر لأحبابه ,الملهم
لشعرائه أجلس ,أستنشق الهواء العليل, أتأمل النجوم وأحيا مع نفسى, وأنسى
الهموم وأذوب فى خلجات ليلى, أعيش وحيدا أتباحث مع نفسى .أكلمها
وتكلمنى أشكى لها وتجاوبنى ,أعاتبها وتراضينى ,أجاهدها وتراودنى, أحكى لها
وتنصحنى, أداعبها وتضحكنى, أذكرها وتبكينى.
أتذكر صور الماضى الجميل كأنه طيف يمر أمامى بأفراحه ومآسيه ,أحاول البعد
عنه يلاحقنى حتى فى نعساتى, ويقطع على خلوتى ويطاردنى ..
استأذنه البعد قليلا.
والماضى جزء منا وفينا ,ونحن جزء منه ,فلو خيرت لتنازلت عنه بأفراحه لأتخلص
من لحظة حزن واحدة عشتها فيه تأتينى بين الحين والاخر
.
أغوص بعيدا أتأمل الحاضر وما فيه ,وأبتعد عن التفكير فى المستقبل وما سيجرى فيه.
لان لحظات اليأس قد أحاطتنى وامتدت حبال اليأس والقنوط حول عنقى لتخنقه ..
ويصور لى اليأس ان المستقبل هو الامتداد الموازى المكمل لما بدأه الحاضر..
فيضيق صدرى ويتوقف قلبى عن الخفقان ,
,
, زادت الحيرة وطال الشرود ,وزادت التساؤلات وقلت الأجوبة وازدادت الشكوك.
ولكن ..........
ما هو ثمن جهدى وتعبى وألمى ...
انه نسيم الجنة انه نسيم الجنة انى اشمه أهذا هو الثواب ..
وما اغلاه ثواب اذا صدقت النوايا واخلصت الاعمال ..
فكن كبيرا وعش كبيرا., فى ازماتك, فى الامك, فى حياتك تمت كبيرا ولو عشت قليلا..
عش لفكرتك ومبدأك تحيا حياة ثانية تضاف الى حياتك حياة لا تتقيد بعمرك ..
اننا عند ذلك لا نتمنى الحياة بل الحياة التى تتمنانا ..لنزيدها بهجة وتعميرا ..
ومن عبق هذه النسمات التى هبت على لتواسينى وتطمئنى بأن الليل سينجلى وستشرق الشمس من جديد.
لتهدىء من روعتى, وتذهب حيرتى ..
فمهما طال الليل ومهما اشتدت ظلمته فان احلك الاوقات ظلمة هى ما قبل الفجر
وحقائق اليوم هى احلام الامس واحلام اليوم باذن الله حقائق الغد..
فينتفض جسدى فرحا واملا ويجرى الحماس فى عروقى مع دمى يمتزج به ليدفئه ويمنحه حيوية وامل ,
فنحن صناع الغد لا نهاب الليل ..ولكن نعشق النهار........