واصل عدد من المنظمات غير الحكومية مواقفها التضامنية مع محنة الأسرى والمحتجزيين العراقيين والعرب في سجون الإحتلال الأمريكي وحكومة المنطقة الخضراء العميلة مطالبة بالعمل على إطلاق سراحهم فوراً. فقد وجهت هذه المنظمات، التي تضمّ منظمات عربية ودولية تعنى بحقوق الإنسان، رسائل خلال الأيام الماضية الى الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بمناسبة مناقشة المجلس للحالة في العراق بتاريخ 28/4/2008، كما أجرت لقاءات مع الدول الأعضاء ومع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وواصلت تزويد هذه الجهات بالبيانات والنداءات والوثائق التي تشرح أوضاع الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الأمريكي والحكومة العميلة في العراق وكذلك سجون الأحزاب العميلة والميليشيات بما فيها سجون البيشمركة وسجون الحزبين العميلين الأتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني. وبينت هذا المنظمات ما يتعرّض له هؤلاء الأسرى والمحتجزين من معاملة قاسية وغير إنسانية، وشرحت ضروب التعذيب التي تمارس ضدّهم من كل الجهات. وكذلك حالات القتل الجماعي لكثير من المحتجزين ورمي جثثهم في أماكن عامة، وإفتقار السجون وأماكن الإحتجاز الى ابسط المعايير الإنسانية، هذا بالإضافة الى انعدام التواصل بين العوائل وابنائهم المحتجزين.
كما بينت أن الصفحة المؤلمة الأخرى في أوضاع الأسرى والمحتجزين في العراق تتمثل في عرضهم على محاكمات لا تتوفر فيها ابسط معايير العدالة. وما محاكم الدجيل والأنفال والمحاكمات الجارية حالياً، الاّ أمثلة ساطعة على ذلك، فقد تحولت الى مراكز للإنتقام ومحاولة لإضفاء شرعية مزيّفة على عمليات القتل بحق قادة العراق واعضاء حكومته الوطنية وأبناء جيشه الباسل ومنتسبي اجهزته الحكومية التي كانت قائمة قبل الإحتلال الغاشم، لا لذنب يذكر الا بسبب دفاعهم البطولي عن بلدهم وأبناء شعبهم.
وأشارت هذه المنظمات انها تتلقى بأستمرار تقارير عن تفشي التعذيب وغيره من الانتهاكات بحق المحتجزين في مراكز الإحتجاز التي تديرها الوحدات العسكرية المنشأة من قبل الإحتلال الأمريكي وكذلك مراكز وزارة الداخلية والشرطة. وأن تلك التقارير تشير الى ان المحتجزين يتعرّضون أثناء التحقيق للضرب باستمرار، يتم تعليقهم من أطرافهم ويتعرضون للصعق بالكهرباء، ويجبرون على الجلوس على أغراضٍ حادة، وتتعرض جلودهم الى الحرق من قبل حرّاس السجن. وعلى الرغم التعهدات بالتحقيق في وقائع الإساءة للمحتجزين فانه لحدّ الآن لم تظهر اي نتائج لتلك التحقيقات بل أضحى التعذيب للأسرى والمحتجزين عملاً منهجياً يمارس على أوسع نطاق في العراق سواء في سجون الإحتلال ام سجون عملائه. كما بينت أن مثل هذه الممارسات قد وثقتها بعثة الأمم المتحدة لدى العراق (UNAMI) وينبغي ان تتخذ الإجراءات الحازمة لأيقافها ومعاقبة مرتكبيها.