ارتفع عدد ضحايا بالوعة الصرف الصحى التابعة للشركة المصرية للأسمنت وحديد التسليح، إلى ٤ أشخاص وإصابة ٢ آخرين. أفادت التحقيقات التى أجريت برئاسة خالد خضر، مدير نيابة مصر القديمة، بأن الضحايا لقوا مصرعهم نتيجة استنشاق غاز ثانى أكسيد الكربون السام الذى تسرب من الماسورة، أثناء قيامهم بعملية الإصلاح، وصرحت النيابة بدفن الجثث وتشكيل لجنة من الإدارة الهندسية لمحافظة القاهرة لفحص البالوعة، وعما إذا كانت مكسورة من عدمها وبيان المسؤول عن تسرب الغاز السام، والاستعلام عن أوراق وتراخيص مشروع الصرف الصحى.
وكشفت التحقيقات التى جرت بإشراف المستشار محمد غراب، المحامى رئيس الاستئناف لنيابات جنوب القاهرة، أن بين الضحايا بائعاً متجولا يدعى أحمد فرج الليثى فوجئ أثناء سيره فى الشارع باستغاثة الضحايا فنزل لإنقاذهم ولفظ أنفاسه داخلها.
واستمع محمد عبدالحميد، وكيل النيابة، إلى أقوال المصابين. وقال ممتاز محمد عطيفى أنه توجه بصحبة شقيقه الضحية رمضان و٤ آخرين بناء على قرار الشركة لإصلاح ماسورة الصرف الصحى فى شارع الـ٧ بنات، حيث أبلغ الأهالى عن انسدادها ونزل شقيقه لإصلاحها وأصيب باختناق وحاول إنقاذه إلا أنه سقط مغشيا عليه، وقال المصاب أيمن محمد عبدالعال إنه أصيب بحالة إغماء لحظة نزوله لإنقاذ زملائه بسبب غاز ثانى أكسيد الكربون.
واتهم أهالى الضحايا والمصابين الشركة بالإهمال والتسبب فى وفاتهم، نتيجة تشغيل مشروع الصرف الصحى قبل اكتماله.
وانتقلت النيابة إلى مكان الحادث وبمعاينته تبين أن البالوعة فى شارع الـ٧ بنات المتفرع من شارع النجاح وأن الجثث تم انتشالها بمعرفة قوات الإنقاذ النهرى ورجال الحماية المدنية، وأن مكان الحادث عبارة عن بالوعة عمقها ٥ أمتار ومساحتها ٢ متر ونصف وبدأت التفاصيل عندما تلقت غرفة الحماية المدنية بالقاهرة بلاغا من الأهالى بسقوط عمال تابعين للشركة المصرية للأسمنت والحديد المسلح المسندة إليها عملية إنشاء شبكة الصرف الصحى فى عزبة خيرالله أثناء قيامهم بتنظيف بالوعة الصرف الصحى وأن شقيقين حاولا إنقاذهم فسقطا فى الالوعة.
انتقلت قيادات أمن القاهرة لمكان الحادث وتبين من المعاينة قيام حمادة فؤاد محمد «١٨ سنة» ورمضان محمد كامل وعمرو حازم «٢٧ سنة»، عمال بالشركة المصرية للأسمنت والحديد المسلح، بمحاولة تنظيف بالوعة الصرف الصحى، فاندفعت مياه الصرف الصحى من باطن البالوعة واختنقوا ولم يستطيعوا الخروج منها، شاهد الأهالى الواقعة فقام شاب يدعى أحمد فرج ـ بائع متجول ـ بالنزول للبالوعة لإنقاذ الشبان الثلاثة من الاختناق فلقى الجميع مصرعهم خنقا داخل البالوعة، وتم نقل الجثث إلى مشرحة زينهم وتم إخطار ذويهم لتسلمهم بعد انتهاء رجال الطب الشرعى من معاينة الجثث وتشريحها لبيان سبب الوفاة وإنهاء إجراءات الدفن، كما تم نقل المصابين لأقرب مستشفى لتلقى العلاج وتحرر محضر بالواقعة أحاله اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة للنيابة.
وأكد سكان شارع السبع بنات بمنطقة عزبة خيرالله التابعة لمنطقة دار السلام أن هذه البالوعة مفتوحة باستمرار ولا يوجد عليها غطاء، وأكثر من مرة يتعرض الأطفال للنزول بها، ويستطيع الأهالى إنقاذهم وأنهم فى هذا الحادث كانوا معتقدين فى البداية أن العمال تأخروا بالغرفة من أجل إنهاء أعمال الصيانة لكنهم فوجئوا بانبعاث أصوات استغاثة قوية من باطن البالوعة ونزل أحد الشبان بهدف المساعدة فى إنقاذهم إلا أنه لقى مصرعه.
موضوع رائع
